تَوْقِيْعٌ ...
هُمَا حَرفَانِ لا أكثرْ
على مِنْدِيْليَ الأحمرْ
هما فرحي و تاريخي
وَقِصَّةُ حبِّيَ الأندَرْ
هُمَا قمرانِ من ماسٍ
هُمَا فصَّانِ من جوْهرْ
هُمَا نَهْرَانِ مِنْ لَهَفٍ
ويُنْبُوْعَانِ من كوثرْ
هُمَا ظلانِ من حلمٍ
هُمَا قوسَانِ من مَرْمَرْ
هُمَا تاجانِ من طلٍّ
على تَلِّيْنِ من عَنَبْرْ
هُمَا كأسانِ من ضوءٍ
كَطَيْفِ الشَّمْسِ في الأَنْهُر
صَدَى عُمْرِيْ ، وَمَمْلكتي
وكنزُ حياتيَ الأكْبَرْ
وَنَقْشُهُمَا على قَلْبي
كطعمِ اللَّوْزِ والسُّكَّرْ
*****
تَكَرَّمْ واحْتَضِنْ قلمي
وَضَعْ توقيعَكَ الْمُبْهرْ
وَوَقِّعْ لي عَلَى حُلُمِيْ
لِكِيْ يَحْلُو .. لِكِيْ يَكْبَرْ
كَرِيمًا كُنْ كَمَا رِيْحٌ
كَوَجْهِ الْغَيْمَةِ الْمُمْطِرْ
وَعَنْ فَرَحِي .. فلا تَسْأَلْ
أَنَا فِيْ حُلْمِيَ الأَخْضَرْ
سَتُهْدِي لِيْ رَبِيْعَاتٍ
حَدَائِقَ لِلْهوى تُزْهِرْ
سينمو عالمٌ بكرٌ
على منديليَ الأحمرْ
ويزهو الوردُ في شفتي
بألوان الهوى المُزْهِرْ
وَأَطْيَارٌ تُغَرِّدُ لِيْ
وَأَعْرَاسٌ لَنَا تَعْمُرْ
سَتَرْقُصُ لِيْ فَرَاشَاتٌ
وَتَدْعُوْنِيْ لِكِيْ نَسْهَرْ
سَأُسْمِعُهَا حكاياتٍ
عنِ الأملِ الذي نوَّرْ
شُمُوْعًا سَوْفَ أُشْعْلُهَا
تَتَوْهُ بِعَالَمِيْ الْمُقْمِرْ
سَأَعْدُو خَلْفَ أَحْلامي
وَأَشْعرُ أَنْنِيْ أَكْبَرْ
وَأَنِّيْ صُرْتُ عَاشِقَةً
عَلَى دَرْبِ الْهَوَى تَخْطُرْ
أُغَنِّيْ دُوْنَمَا صَوْتٍ
وَأَعْزِفُ دُوْنَمَا مِزْهَرْ
وَأَرْقُصُ لِلْهَوَى طَرَبًا
فَلَسْتُ أَمَلُّ أَوْ أَفْتُرْ
وَأَنْهَلُ مِنْ أَمَانيِّيْ
رَحِيْقَ اللَّهْفَةِ الْمُسْكِرْ
*****
تُسَائِلُنِيْ مُعَلِّمَتِيْ
لِمَاذَا لَمْ أَعُدْ أَحْضُرْ ..؟
دُرُوْسِي صِرْتُ أهملُها
فلا أهتمُّ ..لا أنظرْ
فَلا شَارَكْتُ في درسٍ
وَلا دَوَّنْتُ في دَفْتَرْ
ذُهُوْلِي صَارَ يُذْهِلُهَا
وقد كنتُ أنا الأشطرْ
حضوري صارَ شَكْليًَّا
غيابي حاضرٌ أكثرْ
تلازمني خيالاتٌ
فأعدو في الفضا الأكبرْ
وَأَمْضِيْ في غَوَايَاتِي
بعيدًا في دُنَى تَسْحَرْ
وأحلمُ أنني طفلٌ
وأضحكُ كالصبا المبكرْ
وقد عَجِبَتْ صَدِيْقَاتِي
لماذا دهشتي تكبرْ
فكم هاتفْنَ والدتي
عنِ الأمرِ الذي حيَّرْ
عنِ الشوقِ الذي يسمو
عنِ الحلمِ الذي أزهرْ
تُواجِهُني بأسئلةٍ
متى أغفو .. متى أسهرْ
وَهَلْ صَادَقْتُ مِرْآتِي
وشُبَّاكي .. لِمَنْ أنْظُرْ
لِمَنْ أَسلمْتُ تَفكيري
وأحلامي ،وَلَمْ يَحضرْ
وما رَصَّعْتُ مِنْ شِعْرٍ
وما خَبَّأتُ في الدفترْ
تُرَاكِ صُرْتِ عَاشِقَةً
فلا أُبْدِي ، ولا أُنْكِرْ
تُحَاصِرُني ، أُحيِّرُهَا
تُجِرْجِرُني فلا أُخْبِرْ
وَأَسْرحُ مِثْلَ مَذْهُوْلٍ
وَأَشْعُرُ أَنِيْ لا أَشْعُرْ
*****
هُمَا حُرْفَانِ يَا حُلُمِيْ
عَلَى مِنْدِيْليَ الأَحْمَرْ
هُمَا طَيْفَانِ من نُوْرٍ
على ثَغْرِ الْمَدَى المُزْهِر
هُمَا بَرْقَانِ من وَعْدٍ
عَلَى وَجْهِ السَّمَا الْمُمْطِرْ
هُمَا فَجْرَانِ مِنْ أَلْقٍ
يَصُوْغَانِ الضُّحَى الْمُسْفِرْ
وتوقيعٌ سَيَسْحَرُنِي
يعيدُ ربيعيَ الأخضرْ
سيحملني إلى دنيا
بها الأحلامُ لم تشعرْ
فضعْ حرفي هنا واسمي
أضِفْ حرفًا هنا يُزْهِرْ
وسلمني لأحلامي
لأوْهَامِي ، بها أكبرْ
وَضَعْ مِسْكًا على كَفِّيْ
لأُعْلِنَ ضَوْعةَ الْعَنـْبَرْ
ووقِّعْ لي على قلبي
بحبرِِ غرامِكَ الْمُبْهِرْ
وَحَقِّقْ لي مُنَى عُمْرِيْ
فَقَلبي بالهوى يزخرْ
هُمَا حرفانِ يا حلمي
هُمَا خطَّانِ لا أكثرْ
فَضَعْ ذكراكَ في قلبي
على منديليَ الأَحْمَرْ